غيرة كادت تدمّر حياتها الزوجية

الغيرة شعور طبيعي، لكنها حين تتجاوز حدودها، تتحول من دليل حب إلى سلاحٍ يجرح القلب الذي أرادت حمايته.
كانت “نورا” زوجة تحب زوجها “أحمد” بصدق، لكنها لم تكن تعرف كيف تعبّر عن هذا الحب دون خوف.
في كل مرة يتحدث فيها أحمد عن زميلاته في العمل، كانت تشعر بشيء يضايقها.
وحين تراه يضحك على مزاح أحداهن، كانت نار الغيرة تشتعل في صدرها بصمت.
بدأت تراقب هاتفه، تفتّش في الرسائل، وتشك في كل مكالمة متأخرة.
ومع الوقت، لم يعد أحمد يشعر بالأمان في بيته، ولا هي تشعر بالراحة في قلبها.
تحوّلت الغيرة إلى صراعٍ صامت، يسرق السعادة من بينهما يومًا بعد يوم.
وذات مساء، جلس أحمد بجانبها وقال بهدوءٍ مؤلم:
“نورا، أنا أحبك، لكن الحب الذي تحاصرني به يختنق.
ثقي بي كما وثقت بك حين اخترتك. الغيرة جميلة إذا كانت خفيفة، لكنها قاسية حين تكبر.”
لم تستطع نورا حبس دموعها، وقالت بصوتٍ مرتجف:
“أنا لا أشك فيك، لكني أخاف أن أفقدك.”
فابتسم وأمسك بيدها وقال:
“لن تفقديني ما دمتِ تثقين بي.”
تلك الليلة، كانت بداية جديدة بينهما.
تعاهدَا على الصراحة والوضوح، وعلى ألا يجعل الخوف يسرق دفء علاقتهما.
بعد أسبوع، فاجأها أحمد بعشاء رومانسي في المنزل، ووضع على المائدة بطاقة صغيرة كتب فيها:
“أحبك لأنك تعلّمتِ أن تحبيني بثقة.”
ابتسمت وهي تقرأ، وشعرت أن الغيرة التي كادت تُفسد زواجها، كانت السبب في أن تتعلم الحب الحقيقي من جديد.
الختام:
في الحب، الثقة ليست رفاهية، بل أساسٌ يبني عليه القلب بيته الآمن.
حين يختفي الشك، تزدهر الطمأنينة، ويعود الحب أجمل مما كان
